زقاب (الفقيه) نفسه، فوق عتلة رطبة، افترشت بخضرتها، مساحة دائرية تحت الحبلة، لمح المقصمرة (شثّه) وأختها (سذابه) يدلين من رأس البير؛ يستقين في قربة، ويتضاحكن. يدري أن ابن عمه الشاعر عينه من صغره على (سذابه) وكم منّى نفسه بها؛ وعزّم بدهاء ومكر؛ يقطع عليه ويحرمه منها، وعقد بينه وبين نفسه؛ أيمان مغلظة؛ ما يمرغ صدرها إلا لحية الفقيه.
تحتفي المقصمرة بالفقيه، وتتودد له؛ ناولته الدلو ليشرب، وشرشر على ثوبه؛ فلقف له بيد، وشرب وهو يردد؛ سقيت من الجلّه؛ وما غير قفّت لمح فيها، وقال؛ ما عاد عليّه إلا هي؛ آخذ هذي اللي كما الخورمة؛ مدري فين وجهها من قفاها، لمح خدّ الفُرعة الأيمن يلمع في قُفّ البير، فقال؛ يا شق بطني إن كان لقطها الشاعر صنيقه، وكان منشغر فاستقعد؛ وتذكر الساحرة (شاحمة).
قصدها في الشعب، وشرح لها قصته؛ وهي تهز رأسها؛ وتردد (ادري، ادري، ما كنت منسدح تحت الحبلة، وهي مع أختها رأس البير) فزادت ثقته في سحرها؛ فقالت؛ أشوف واحد في طريقك، اليوم هو حول اليمن، وإلا منها وحولها، قال؛ صدقتِ (ابن عمي صنيق) فطلبت منه؛ هتفور من هتافيرها، وثوباً من ثيابه؛ ثم نشدته؛ اعلمني وش بتكسيني، إذا ولّفت بينك وبينها؛ سمن وإلا سمين؟ فقال؛ أبشري بها كُلتين، إن كان سنعتيها، فعلّقت؛ ما لك إلا من يصرف قلبها عنه؛ ويخليها ما تشوف من خلق ربي إلا أنت.
مضى عليه دور، وهو يراقب بيتهم، ويتشوّف لحبل الغسيل، اليوم بيغسلون؛ بكرة ينشرون، ما غسلوا ولا نشروا؛ فاستدرج المقصمرة، وقال؛ أنا ودي بك حليله؛ لكن أختك (سذابه) عينها قاطعة فيّه ليل الله ونهاره، وإن كان ودك أوخرها عن طريقنا؛ جيبي لي كرتة من كرتاتها؛ وإلا شيء من لباسها، وما يجي وعدي بكرة؛ إلا وأنا أصهّر فيك.
من صقارة شثه، أعطته ثوباً من ثيابها، وما صدق أنه تناوله؛ فخشه تحت دغدغه، والتبس الكوت فوقه، والتقط ثوباً من ثيابه، ثم استنزل عكة السمن المعلّقة على الوتد، وحمل جالون عسل جبلي، وما ارتد نسمته إلا عند السحارة، فطلبت منه سُبلة طلي جذع أسود؛ عشان تحمسها؛ وتنقع فيها الثياب؛ حتى تنشب المحبة بينهم، عرف أن السحارة تشتي المرقة، فالتقط خروفاً أرقط من غنم أمه، نشدته أمه وين تغدي بخروفي؟ فقال إذا جيت علمتك.
جا رأس الدور، وبغى يهبط؛ ولا ون راسه يدوج به؛ حاوشته أُمّه؛ لين اعتلى ظهر الحمارة، استدرج يمين؛ يسار، حاول يتواسى، إلا والدنيا تدور؛ فصاح في أمه؛ اندريني؛ قالت؛ بيصدر الهباطة، يا ولدي وانت أركبيني اندريني، مالك في المهباط نيّة؛ عسب، تحرمنا من وزنة لحمة نتمرقها، علّق؛ أنا مختلف؛ يا أنا ما نيب أنا، وإلا الحمارة ما هيب الحمارة، تناوش الدرجة، وطلب من والدته؛ تحط ثوبه؛ وتلمح وش يدبي مع قفاته؛ رفعت سبابتها للسماء، مرددة؛ يا الله مراد خير.
مرت ثلاثة أيام ما تحرك، الفقيه ولا بزها شبر من الفراش؛ غرقان في رشحه، يبدي برأسه من تحت الكسا يلمح في أمه، ويعوّد يدسه؛ وأمه تسمعه يخطرف باسم (شثه) فتقوم تسمي عليه، وترشه بماي من الابريق؛ وتسأل نفسها؛ لا يكون اختلف دماغ ولدي؟ كان بيحاحي فوق (سذابه) ومع هذا الشرّ صارت (شثه) منوته وهواه؛ وفي اليوم الرابع؛ شاوى، وقصد أبوها؛ قال يا فقيه؛ تراني ماني في خاش ماش؛ عقربة تحت الفراش. فحلف أنه تاب؛ وما غربت الشمس لين عقد لنفسه عليها.
عاد ابن عمه (الشاعر) من نجران، واللوري محمّل بالأرزاق، والقهوة الخولانية، وتنباك أخضر، ومن يوم شاف (سذابه) هاجت القريحة؛ وكل ما فضيت خريطة تنباك الشايب عمّرها، وإذا سمر عندهم يشيل بالصوت الساحر (إن كان ودك تداوي القلب يا بو سذابه، بالله تنشد لي السواق من فين جابه) وفي ليلة تحوفها الملائكة تهيّضت سذابه، وبدعت (يهبط بسوق الخميس وسوق نجران حبّه) وطلبت من الشاعر يردّ؛ فقال؛ شرط يأخذني أبوك في وجهه؛ فقال الشيبة وهو يمق السيجارة ويكن دخانها في صدره، تراك في وجهي؛ فقال (منين لي صاحب مثلك ونجرى نحبه) فزاد تعلق قلب سذابه فيه، ولاحظت القرية الفقيه يتطرد (شثه) إن سرحت وإن راحت، وكلهم يجزم بأنه انلحس عقل فقيهنا.
قرر عيال العم؛ يتروحون العرايس سوا، ويتفادون الكلفة؛ حضر شاعر قبيلة غويط، ما غابت عنه نوايا الفقيه؛ وقام اللعب؛ والنسوان يخيّلن، فلمح سذابه؛ وشال بالصوت (الرازقي له وكيلٍ ينقل اعنابه؛ مصيون عند الذي ساس الحكم سوسي، مجار ما ناشه السياب والطاوي). وانتزى الفقيه، يرقص وسط دايرة اللعب، يحسب القصايد مدح فيه وفي شثه.
انشب بيت السحارة، وهي راقدة، وتفحمت وترمد البيت بما حوى، إلا والفقيه، كما النابه من النوم، تلمّح في (شثه) وقال؛ وين كانت عيوني يوم خذتك، قالت؛ ما حزينا إنت فيها، فخشي يفقد شوفة أختها؛ فاستدرك؛ وأقسم لها إن ما كماها في النسوان؛ وخلى ابن عمه لين عوّد من سفرة طويلة، هو وسذابه وعيالهم عادوا الخير، فحلف ما يسكنون إلا عنده، وقال في نفسه يهناني أشوف مدراجها قدام عيني؛ ومدخالها ومخراجها، فقبل ابن عمه على مضص، والفقيه ما غير يزفر ويونّ وفي ضحى يوم وهم يتفاولون قال معي بدع ودي ترد عليه يا شاعر، فقال؛ اسلم؛ فقال الفقيه؛ (بعد نجي عندكم يبغي لنا منك دسمه) فردّ الشاعر (والشرّ ما حد يحبه م العرب منكد اسمه) فانلطم وجهه، وبصم.
ليلة سبعة وعشرين من رجب، دخل على ابن عمه؛ وترجاه؛ يسرح معه الفيض يتقنصون، وفي خاطره؛ انه بيغدره في خلا خالي، وتحت عين رب عالي؛ ولقّم الرصاص في البندقة من الليل، وقبل ما ينسدحون شالت (شثه) غضارة اللبن؛ من فوق السحارية؛ وشافت الوزغه؛ مطفشله تعوم في اللبن، فلقطتها باصبعين ورمتها، ومدت له في الغدرة؛ فشرب لين روي؛ وامتد وذيك رقدته اللي ما قام منها.
تحتفي المقصمرة بالفقيه، وتتودد له؛ ناولته الدلو ليشرب، وشرشر على ثوبه؛ فلقف له بيد، وشرب وهو يردد؛ سقيت من الجلّه؛ وما غير قفّت لمح فيها، وقال؛ ما عاد عليّه إلا هي؛ آخذ هذي اللي كما الخورمة؛ مدري فين وجهها من قفاها، لمح خدّ الفُرعة الأيمن يلمع في قُفّ البير، فقال؛ يا شق بطني إن كان لقطها الشاعر صنيقه، وكان منشغر فاستقعد؛ وتذكر الساحرة (شاحمة).
قصدها في الشعب، وشرح لها قصته؛ وهي تهز رأسها؛ وتردد (ادري، ادري، ما كنت منسدح تحت الحبلة، وهي مع أختها رأس البير) فزادت ثقته في سحرها؛ فقالت؛ أشوف واحد في طريقك، اليوم هو حول اليمن، وإلا منها وحولها، قال؛ صدقتِ (ابن عمي صنيق) فطلبت منه؛ هتفور من هتافيرها، وثوباً من ثيابه؛ ثم نشدته؛ اعلمني وش بتكسيني، إذا ولّفت بينك وبينها؛ سمن وإلا سمين؟ فقال؛ أبشري بها كُلتين، إن كان سنعتيها، فعلّقت؛ ما لك إلا من يصرف قلبها عنه؛ ويخليها ما تشوف من خلق ربي إلا أنت.
مضى عليه دور، وهو يراقب بيتهم، ويتشوّف لحبل الغسيل، اليوم بيغسلون؛ بكرة ينشرون، ما غسلوا ولا نشروا؛ فاستدرج المقصمرة، وقال؛ أنا ودي بك حليله؛ لكن أختك (سذابه) عينها قاطعة فيّه ليل الله ونهاره، وإن كان ودك أوخرها عن طريقنا؛ جيبي لي كرتة من كرتاتها؛ وإلا شيء من لباسها، وما يجي وعدي بكرة؛ إلا وأنا أصهّر فيك.
من صقارة شثه، أعطته ثوباً من ثيابها، وما صدق أنه تناوله؛ فخشه تحت دغدغه، والتبس الكوت فوقه، والتقط ثوباً من ثيابه، ثم استنزل عكة السمن المعلّقة على الوتد، وحمل جالون عسل جبلي، وما ارتد نسمته إلا عند السحارة، فطلبت منه سُبلة طلي جذع أسود؛ عشان تحمسها؛ وتنقع فيها الثياب؛ حتى تنشب المحبة بينهم، عرف أن السحارة تشتي المرقة، فالتقط خروفاً أرقط من غنم أمه، نشدته أمه وين تغدي بخروفي؟ فقال إذا جيت علمتك.
جا رأس الدور، وبغى يهبط؛ ولا ون راسه يدوج به؛ حاوشته أُمّه؛ لين اعتلى ظهر الحمارة، استدرج يمين؛ يسار، حاول يتواسى، إلا والدنيا تدور؛ فصاح في أمه؛ اندريني؛ قالت؛ بيصدر الهباطة، يا ولدي وانت أركبيني اندريني، مالك في المهباط نيّة؛ عسب، تحرمنا من وزنة لحمة نتمرقها، علّق؛ أنا مختلف؛ يا أنا ما نيب أنا، وإلا الحمارة ما هيب الحمارة، تناوش الدرجة، وطلب من والدته؛ تحط ثوبه؛ وتلمح وش يدبي مع قفاته؛ رفعت سبابتها للسماء، مرددة؛ يا الله مراد خير.
مرت ثلاثة أيام ما تحرك، الفقيه ولا بزها شبر من الفراش؛ غرقان في رشحه، يبدي برأسه من تحت الكسا يلمح في أمه، ويعوّد يدسه؛ وأمه تسمعه يخطرف باسم (شثه) فتقوم تسمي عليه، وترشه بماي من الابريق؛ وتسأل نفسها؛ لا يكون اختلف دماغ ولدي؟ كان بيحاحي فوق (سذابه) ومع هذا الشرّ صارت (شثه) منوته وهواه؛ وفي اليوم الرابع؛ شاوى، وقصد أبوها؛ قال يا فقيه؛ تراني ماني في خاش ماش؛ عقربة تحت الفراش. فحلف أنه تاب؛ وما غربت الشمس لين عقد لنفسه عليها.
عاد ابن عمه (الشاعر) من نجران، واللوري محمّل بالأرزاق، والقهوة الخولانية، وتنباك أخضر، ومن يوم شاف (سذابه) هاجت القريحة؛ وكل ما فضيت خريطة تنباك الشايب عمّرها، وإذا سمر عندهم يشيل بالصوت الساحر (إن كان ودك تداوي القلب يا بو سذابه، بالله تنشد لي السواق من فين جابه) وفي ليلة تحوفها الملائكة تهيّضت سذابه، وبدعت (يهبط بسوق الخميس وسوق نجران حبّه) وطلبت من الشاعر يردّ؛ فقال؛ شرط يأخذني أبوك في وجهه؛ فقال الشيبة وهو يمق السيجارة ويكن دخانها في صدره، تراك في وجهي؛ فقال (منين لي صاحب مثلك ونجرى نحبه) فزاد تعلق قلب سذابه فيه، ولاحظت القرية الفقيه يتطرد (شثه) إن سرحت وإن راحت، وكلهم يجزم بأنه انلحس عقل فقيهنا.
قرر عيال العم؛ يتروحون العرايس سوا، ويتفادون الكلفة؛ حضر شاعر قبيلة غويط، ما غابت عنه نوايا الفقيه؛ وقام اللعب؛ والنسوان يخيّلن، فلمح سذابه؛ وشال بالصوت (الرازقي له وكيلٍ ينقل اعنابه؛ مصيون عند الذي ساس الحكم سوسي، مجار ما ناشه السياب والطاوي). وانتزى الفقيه، يرقص وسط دايرة اللعب، يحسب القصايد مدح فيه وفي شثه.
انشب بيت السحارة، وهي راقدة، وتفحمت وترمد البيت بما حوى، إلا والفقيه، كما النابه من النوم، تلمّح في (شثه) وقال؛ وين كانت عيوني يوم خذتك، قالت؛ ما حزينا إنت فيها، فخشي يفقد شوفة أختها؛ فاستدرك؛ وأقسم لها إن ما كماها في النسوان؛ وخلى ابن عمه لين عوّد من سفرة طويلة، هو وسذابه وعيالهم عادوا الخير، فحلف ما يسكنون إلا عنده، وقال في نفسه يهناني أشوف مدراجها قدام عيني؛ ومدخالها ومخراجها، فقبل ابن عمه على مضص، والفقيه ما غير يزفر ويونّ وفي ضحى يوم وهم يتفاولون قال معي بدع ودي ترد عليه يا شاعر، فقال؛ اسلم؛ فقال الفقيه؛ (بعد نجي عندكم يبغي لنا منك دسمه) فردّ الشاعر (والشرّ ما حد يحبه م العرب منكد اسمه) فانلطم وجهه، وبصم.
ليلة سبعة وعشرين من رجب، دخل على ابن عمه؛ وترجاه؛ يسرح معه الفيض يتقنصون، وفي خاطره؛ انه بيغدره في خلا خالي، وتحت عين رب عالي؛ ولقّم الرصاص في البندقة من الليل، وقبل ما ينسدحون شالت (شثه) غضارة اللبن؛ من فوق السحارية؛ وشافت الوزغه؛ مطفشله تعوم في اللبن، فلقطتها باصبعين ورمتها، ومدت له في الغدرة؛ فشرب لين روي؛ وامتد وذيك رقدته اللي ما قام منها.